اشتهرت مصر على مر العصور بأنها مهد الحضارة ومنبع التاريخ والفن بمختلف الأشكال، حيث زخرت بشتى أنواع المتاحف التاريخية العظيمة، ومن أشهرها واحد من أقدم وأجمل بيوت الفن في مصر، هو متحف الفن الإسلامي بالقاهرة الذي يعد أكبر متحف إسلامي فني في العالم وملاذًا لأغنى عرض للتراث الثقافي والفني للحضارة الإسلامية.
وفي هذا المقال سنذهب في جولة عن كل ما تحتاج معرفته عن متحف الفن الإسلامي، لذا تابع معنا القراءة لتتعرف عليه عن كثب!
- تاريخ نشأة متحف الفن الإسلامي
- موقع متحف الفن الإسلامي
- تطوير متحف الفن الإسلامي
- المتحف الإسلامي من الداخل
- مقتنيات متحف الفن الإسلامي
- مواعيد عمل المتحف الإسلامي بالقاهرة
- سعر تذكرة زيارة متحف الفن الإسلامي
تاريخ نشأة متحف الفن الإسلامي
- في عام 1869م أثناء عصر الخديوي إسماعيل، شرعت فكرة بناء متحف يضم الآثار والفنون الإسلامية، عندما قرر فرانتز باشا بتجميع باقة من آثار العصر الإسلامي في جامع الحاكم بأمر الله.
- ثم في عام 1899م قرر هرتز بك بناء مبنى خاص لجمع هذه التحف، لضيق المساحة في صحن جامع الحاكم بأمر الله، حيث كان يضم 111 تحفة فنية، واستقر على إنشاء المبنى الحالي لمتحف الفن الإسلامي.
ولكن أطلق عليه آنذاك اسم “دار الآثار العربية”، وبالفعل تم وضع حجر الأساس للمتحف بنفس العام، وتم الإنتهاء من بنائه في ديسمبر عام 1903م.
- وصل عدد التحف الفنية بالمتحف إلى ما يقارب 3000 تحفة في نفس عام افتتاحه، ثم بدأ المتحف في استقبال الهدايا، وكانت أول المرسلين والدة الخديوي عباس حلمي الثاني بباقة من التحف المميزة، وتلاها الأمير يوسف كمال، ثم الأمير محمد علي، بالإضافة إلى الملك فؤاد بمجموعة رائعة من المنسوجات، وفي عام 1941م أهدى الملك فاروق الدار مجموعة قيمة من الخزف.
- تم تغيير اسم المتحف من “دار الآثار العربية” إلى اسمه الحالي “متحف الفن الإسلامي”، لأنه يحتوي على تحف فنية إسلامية من شتى بقاع العالم مثل: إيران، وتركيا، والهند، والأندلس والجزيرة العربية، وغيرها.
موقع متحف الفن الإسلامي
يقع متحف الفن الإسلامي بمنطقة باب الخلق، أمام مديرية أمن القاهرة، بوسط البلد.
تطوير متحف الفن الإسلامي
جاءت أكبر عملية تطوير طرأت على المتحف خلال مائة عام، في عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك وكانت قد استمرت حوالي 8 أعوام بدءًا من عام 2008م حتى عام 2010م، في ذلك الوقت افتتح الرئيس السابق المتحف بعد التطوير وأقيمت احتفالية تتزامن مع الاحتفال بمرور مائة عام على إنشاء المتحف.
وتضمن تطوير المتحف تزويده بأحدث أنظمة التأمين والإنذار والإضاءة، كما تم ترتيب قاعات المتحف على حسب التسلسل الزمني، بالإضافة إلى تهيئة الحديقة والمنطقة المحيطة به لتلائم القيمة الأثرية والفنية التي يتمتع بها المتحف.
وجاء مع عملية تطوير إنشاء مبنى إداري في محيط المتحف، إلى جانب مدرسة متحفية للأطفال، ومدرسة للكبار.
المتحف الإسلامي من الداخل
يحوي المتحف مدخلين، حيث يقع كل منهما في الجهة الشرقية من المتحف أحدهما في الناحية الشمالية والآخر في الناحية الجانوبية، كما يتكون المتحف من طابقين الأول يضم آثار الفن الإسلامي في مصر، والطابق الثاني يحتوي على آثار الفن الإسلامي في الأندلس وأسبانيا والأناضول.
مقتنيات متحف الفن الإسلامي بالقاهرة
- يضم متحف الفن الإسلامي القاهرة مجموعة فريدة من الفنون الإسلامية تعود إلى عصور مختلفة تغطي حوالي 12 قرنًا هجريًا، والتي تعكس تنوع الحضارة الإسلامية وتطورها في مختلف بقاع العالم الإسلامي، بدءًا من الهند والصين مرورًا بالجزيرة العربية ومصر والشام، وصولًا للأندلس.
- كما يحتوي المتحف على مكتبة تضم أكثر من 13 ألف كتاب ومجموعة من المخطوطات النادرة بمختلف اللغات مثل: الإنجليزية والفرنسية والإيطالية، إلى جانب اللغات الشرقية الأخرى مثل التركية والفارسية، بالإضافة إلى باقة من الكتب التي تخص تاريخ الآثار الإسلامية.
- يشتمل المتحف على قسم خاص بالفن الإسلامي في مصر وهو الجناح الشمالي، أما عن القسم الآخر فيحتوي على الآثار الإسلامية لبلاد الأندلس وإسبانيا، بالإضافة إلى قاعة لكبار الزوار، وقاعات لبيع الهدايا.
- كما يحتوي المتحف على ما يكثر من 100 ألف قطعة أثرية تتضمن مجموعات هي الأثمن في العالم، مثل: باقة قيمة من الخزف الإيراني والتركي، بالإضافة إلى مجموعة من التحف المعدنية وأخرى من السجاجيد من أهمها مجموعة الدكتور على باشا إبراهيم.
- إلى جانب مقتنيات من بعض البيوت الأثرية بالقاهرة، مثل: السيدة زينب خاتون، والتي احتوى المتحف منه على العملات الذهبية والفضية، وكنز آخر يطلق عليه كنز “درب الأزازي”
- كما يضم المتحف 10 أقسامًا داخلية تتضمن مجموعة متنوعة من القطع الأثرية المنتمية للعصور المختلفة، مثل الأموي والعباسي والعثماني وغيرها، وهذه الأقسام هي:
قسم المخطوطات:
يعد قسم المخطوطات في متحف الفن الإسلامي من أكبر وأهم أقسام المتحف، حيث يضم مجموعة من المخطوطات الإسلامية التي تعود إلى عصور مختلفة تعكس تنوع الفنون الإسلامية وتطورها.
هذا ويبلغ عدد المخطوطات في المتحف 1170 مخطوطة يرجع منشأها لدول مختلفة مثل إيران والهند ومصر وإسبانيا؛ ومن أهم هذه المخطوطات:
- مخطوطة لمصحف مكتوب على عظام الغزال يرجع للقرن الأول الهجري منتميًا العصر الأموي، ومختلفًا عما هو سائد اليوم، فهو مصحف بدون تنقيط أو تشكيل، إلى جانب مجموعة من المصاحف الأخرى المميزة بجمال زخارفها ودقة كتابتها والتي تعكس براعة الفن الإسلامي بجمال زخارفها من تذهيب وتلوين وتجليد.
- كتاب “فوائد الأعشاب” للغافقي، و70 نوعًا آخر من الخطوط لأشهر الخطاطين العظماء، ياقوت المستعصمي، والشيخ عبد العزيز الرفاعي.
قسم الأخشاب:
لقسم الأخشاب بمتحف الفن الإسلامي أهمية بالغة، حيث يعكس تطور الفن الإسلامي عبر العصور، ويساعد هذا القسم الزوار على التعرف على ثقافة وحضارة العالم الإسلامي، حيث يضم مجموعة آثار خشبية منها المنابر، وكراسي المقرئين، وصناديق خشبية تعود للأمراء والسلاطين. ومن أهم القطع الأثرية بقسم الأخشاب:
- أفاريز خشبية لمسجد عمرو بن العاص تعود إلى عام 212 هجريًا.
- أخشاب من العصر الطولوني، الذي يتميز بأسلوب زخرفي خاص يسمى “طراز سامراء”، وهو عبارة عن حفر مائل كان مشهورًا في العراق قديمًا.
- منبر أثري يرجع إلى أسرة السلطان قلاوون، يطلق عليه منبر “طاطا” الحجازية.
قسم الخزف والفخار:
يضم قسم الخزف والفخار بمتحف الفن الإسلامي شتى الأنواع من شتى العصور، من العصر الأموي والعصر العثماني والعصر الفاطمي، بالإضافة إلى الخزف الإيراني والبورسلين الصيني.
قسم المعادن:
قسم المعادن في متحف الفن الإسلامي، أحد الأقسام الأكثر شهرة ومشاهدة في المتحف، كونه يحتفظ باكبر تجمع من القطع الفنية الإسلامية المصنوعة من المعادن في العالم.
وتشير الأعمال المعدنية الرائعة إلى الحقبة الزمنية التي تم فيها إنشاؤها؛ ومن أهم قطع متحف الفن الإسلامي المعدنية في هذا المتحف:
- مفتاح من النحاس باسم السلطان الأشرف شعبان، مطلي بالذهب والفضة للكعبة المشرفة.
- دينار إسلامي يرجع إلى عام 77 هجريًا، ويعد هو الأقدم في التاريخ حتى الآن.
- إبريق مصنوع من البرونز يخص الخليفة مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين.
قسم الزجاج:
تشكل قطع الزجاج في المتحف لوحة فنية تبهر الزوار، فقد برع فنانو الزجاج الإسلاميين في خلق قطع فنية رائعة تجمع بين الأناقة والألوان الزاهية، حيث تتواجد قطع فنية نادرة ترجع للعصر المملوكي والعصر الأيوبي، ونماذج من الزجاج المموه بالمينا، وأخرى من الزجاج المعشق الذي يعكس براعة الفنان المسلم.
قسم الأسلحة:
نظرًا لدور السلاطين والخلفاء المسلمين في الحفاظ على الثقافة الدينية الإسلامية، يحتفظ المتحف بأسلحة أمهر قواد المسلمين مثل سيف السلطان العثماني محمد الفاتح عند فتح القسطنطينية.
قسم النسيج:
يضم قسم النسيج في المتحف مجموعة من السجاجيد الصوفية والحريرية القيمة التي تعود إلى الأصول الهندية والمغولية والصفوية وغيرها، بالإضافة لأعمال نسيجية من العصر الطولوني ويطلق عليه نسيج الفيوم، ونسيج الإضافة الذي يعود للعصر المملوكي.
قسم العلوم والطب:
يظهر قسم العلوم والطب تركيبة مدهشة من العلم والفن وكيف امتزجت في التاريخ الإسلامي، حيث تستعرض العناصر العلمية والطبية في المتحف تفاصيل دقيقة حول التشريح والأمراض والوسائل الطبية المستخدمة، ورسائل عن طب الأعشاب وعلم صيدلة، بالإضافة إلى رسومات تشريحية لجسم الإنسان توضح وظيفة كل عضلة.
قسم الفلك والرياضيات:
يتناول القسم تطور الفلك والرياضيات في العالم الإسلامي، حيث يسلط الضوء على إسهامات علماء الإسلام في تطوير الرياضيات وكذلك فهم الظواهر الفلكية.
ويحتوي المتحف على مجموعات نادرة من أدوات قياس الزمن كالساعة الرملية، وأدوات لقياس المسافات مثل الذراع، إلى جانب علبة نحاسية كان يستخدمها المسلمون قديمًا لتحديد قبلة الصلاة.
مواعيد عمل المتحف الإسلامي بالقاهرة
- تبدأ مواعيد العمل بالمتحف من الساعة 9 صباحًا حتى الساعة 5 مساءً طوال الأسبوع.
- تختلف مواعيد يوم الجمعة لتبدأ من الساعة 9 حتى 11:30 صباحًا، ثم من الساعة 1:30 حتى الساعة 5 مساءً.
سعر تذكرة متحف الفن الإسلامي
- تبلغ سعر تذكرة المتحف 20 جنيها للزائر المصري والعربي، و10 جنيهات للطالب المصري والعربي.
- أما عن الزائر الأجنبي فتبلغ سعر التذكرة 270 جنيها، بينما للطالب الأجنبي 140 جنيها.
حقيقة أن المتحف اليوم هو واحد من أكبر وأغنى المتاحف الإسلامية في العالم يجعله عامل جذب رئيسي للسكان المحليين والزوار على حدٍ سواء. بالنسبة لأولئك الذين يبحثون عن شقق للبيع في وسط البلد، فالموقع قرب متحف الفن الإسلامي يضيف قيمة كبيرة.
ختامًا، متحف الفن الإسلامي يعتبر واحة ثقافية تجمع بين التراث والفن، ويعد مصدر إلهام لكل من يسعى لفهم جمال وعمق الحضارة الإسلامية. بزيارتك للمتحف، ستخوض رحلة فنية تترك انطباعًا عميقًا.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.