منذ أعلنت أثيوبيا عن رغبتها في إنشاء سد النهضة ليساعد على توليد الطاقة الكهرومائية تفاوتت ردود الأفعال تجاه هذه الرغبة حتى يومنا هذا – حتى بعد أن قامت أثيوبيا بالفعل بتحويل مجرى مياه النيل لأول مرة ليمر عبر السد الجديد-. لنرجع خطوة إلى الوراء لنتطلع على أصول هذا الاختلاف:
خلفية تاريخية
في باديء الأمر كانت معظم الدول الموجودة حول شاطئ نهر النيل مستعمرات أجنبية ومن ثم نالت استقلالها، وفي عام 1902 ظهرت أولى الاتفاقيات لتقسيم مياه نهر النيل والتي تنص على عدم إقامة أي مشاريع على شاطيئ نهر النيل أو نهر السوباط أو بحيرة تانا؛ وكانت هذه الاتفاقية بين دولة بريطانيا بصفتها المُمثلة لمصر والسودان وأثيوبيا ودولة فرنسا. وفي عام 1929 ظهرت اتفاقية جديدة تتضمن إقرار كل دول حوض نهر النيل بحصة مصرالمكتسبة من مياه نهر النيل – 92.3% – وأن من حقها الاعتراض على أي مشروع سيقاه على نهر النيل أو روافده.
أثيوبيا وسد النهضة
في عام 1956- 1964 قام مكتب الولايات المتحدة الأمريكية للاستصلاح بتحديد الموقع النهائي لسد النهضة دون الرجوع إلى مصر مخالفًا بنود اتفاقية 1929. ومن هنا كانت الأزمة وتفاوتت الآراء من حيث مدى النفع والضرر الذي سوف يلحقه وجود هذا السد على حصة مصر من مياه النيل؟ وبالتالي تأثيره على الزراعة والاستثمار والاقتصاد الكلي للبلد. دعونا نستعرض بعض وجهات النظر المؤيدة والمعارضة لإنشاء سد النهضة:
المؤيدين:
- زيادة العمر الافتراضي للسد العالي عن 500 عام.
- توفير طاقة رخيصة للبلاد: يقول الخبراء أن الطاقة الكهربائية المتولدة عن طريق سد النهضة تفوق حاجة أثيوبيا بكثير، الأمر الذي سوف تنتفع منه مصر عن طريق استخدام هذه الطاقة محليًا أو تصديرها عالميًا بأسعار أعلى.
- تنظيم الإمداد المائي إلى مصر: هناك شبه إجماع بين جمهور الباحثين أن سد النهضة سوف يساعد على تنظيم الإمداد المائي إلى مصر خلال فترة الفيضان التي تتراوح ما بين 1- 11 يوم. مما يتيح فرصة أكبر للاستفادة بها واستخدامها بكفاءة أكبر عوضًا عن هدرها.
المعارضين:
هناك آثار سلبية عدة أجمع عليها بعض الخبراء والتي تفيد بأن سد النهضة سوف:
- يتسبب في عجز مائي كبير لمصر، في الفترة التي سيتغرقها السد في تخزين المياه. ويقدر البعض أن هذه الفترة ستترواح ما بين 3 إلى 5 سنوات. وتعتبر هذه فترة كبيرة جدًا قد لا تستطيع أن تتحملها مصر.
- نقص حصة مصر من مياه النبيل بنسبة لا تقل عن 2% رغم تأكيد دولتي السودان وأثيوبيا على العكس. ولذلك تأثير سلبي ومدمر على البلاد يكمن في:
توقف برامج استصلاح الأراضي الزراعية الصحراوية، والاكتفاء بزراعة الأراضي الزراعية القديمة في الدلتا والوادي والتي تعد مساحتا ب 6.5 مليون فدان فقط. الأمر الذي سوف على اقتصاد الدولة العام وبالتالي المستوي الاجتماعي للأفراد وزيادة نسبة البطالة.
نقص في كمية المياه العاذبة مما يؤدي إلى تكبد الدولة نفقات هائلة لإقامة مشاريع تحلية المياه لسد النقص في المتوقع في مياه الشرب.
- انخفاض الطاقة الكهربائية المتولدة من السد العالي بنسبة تترواح ما بين 2% إلى 4%.
بهذا نكون عرضنا وجهتي النظر المعارضة والمؤيدة لبناء سد النهضة؟ فمع أي وجهة نظر تتفق أنت؟
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.